دراسة تُــؤكِّد تأثير كوفيد19 على أنْسِجة المُخّ
آشكاين الأربعاء 9 مارس 2022
رغم أن كوفيد مرض تنفسي بالدرجة الأولى، لكنه قادر أيضا على إصابة الدماغ… فقد أكدت دراسات حديثة ما كان يشتبه به علماء منذ بداية الجائحة قبل عامين بشأن وجود تبعات عصبية لكوفيد-19 حتى في أشكاله الطفيفة.
وخلصت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر” إلى تسجيل “أثر ضار مرتبط بـSARS-Cov-2″، الفيروس الذي نشأ منه كوفيد، في أدمغة أشخاص بعد أشهر من إصابتهم.
ويرتدي هذا البحث أهمية لأنه يوفر أقوى دليل حتى الآن على أن كوفيد يمكن أن تكون له تبعات طويلة المدى على الدماغ، لا سيما “المادة الرمادية” التي تشمل الخلايا العصبية.
هذه الفكرة ليست جديدة، إذ ورد ذكرها تقريبا في بداية الجائحة أوائل عام 2020، عندما لاحظ أطباء كُـثر اضطرابات عصبية لدى مرضى كوفيد.
مُذاك، أجريت دراسات عدة في هذا الإتجاه. وقد أظهر بعضها أن نسبة الإضطرابات المعرفية كانت أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بكوفيد، فيما رصدت دراسات أخرى تشوهات في أدمغة المرضى.
مع ذلك، لا يمكن للفئة الأولى من الدراسات إثبات وجود آلية سببية مباشرة. أما الفئة الثانية من الدراسات فقد أجريت على عدد قليل من المرضى الذين يعانون بشكل عام أشكالا حادة من كوفيد. وفي بعض الحالات، شملت الدراسات حتى تشريحا لجثث مرضى متوفين.
غير أن نتائج الدراسة التي نشرت نتائجها الإثنين أتت أكثر حسما. فهي حللت عددا كبيرا نسبيا من الأشخاص (بالمئات)، وراقبت حالة دماغهم لرصد ما إذا كان تضرر جراء كوفيد أم لم يتاثر به.
عندما أصيبوا بكوفيد، لم ينقل معظم هؤلاء الأشخاص إلى المستشفى. لذلك، يعطي هذا البحث فكرة عن الآثار العصبية لمرض كوفيد بشكله الخفيف، وهو ما حصل لدى الغالبية العظمى من الناس.
أخيرا، في كل حالة جرى تحليلها، اعتمدت الدراسة معيارا مرجعيا يعود إلى ما قبل ظهور كوفيد. فقد خضع المرضى جميعا لتصوير دماغي قبل سنوات، كجزء من عملية أجرتها منظمة Biobank التي تجمع بيانات صحية منذ سنوات في المملكة المتحدة.
وفي النتائج، شهد مرضى كوفيد السابقون عموما تقلصا في أدمغتهم. في المعدل، ينتج عن الإصابة بالفيروس بعد أشهر عدة، فقدانا أو تلفا بنسبة 0,2% إلى 2% لأنسجة المخ أكثر مما يdلاحظ عند الأشخاص الأصحاء.
وقالت الباحثة الرئيسية المساهمة في الدراسة غواناييل دوو في عرض تقديمي على موقعها على الإنترنت “للحصول على فكرة عن حجم هذه التأثيرات، يمكننا مقارنتها بما يحدث أثناء الشيخوخة الطبيعية: نعلم أن الأشخاص يفقدون ما بين 0,2% و 0,3% من المادة الرمادية كل عام في المناطق المرتبطة بالذاكرة”.
لكن هل يثير ذلك الذعر من فيروس ينمو بشكل منهجي داخل الدماغ ويهاجم الخلايا العصبية بصورة نهائية؟ الجواب القطعي هو كلا، إذ إن الدراسة لا تجعل من الممكن استخلاص أي استنتاج، سواء على آليات هذه الإصابات الدماغية أو على طابعها النهائي.
سجل الباحثون ملاحظة مهمة لكن يمكن تفسيرها بطرق عدة، فقد لاحظوا أن مناطق الدماغ الأكثر تضررا بعد الإصابة بكوفيد هي تلك المتعلقة بإدراك الروائح.
ومن المعلوم أن فقدان الشم هو أحد أكثر أعراض كوفيد شيوعا . ويعود ذلك على الأرجح إلى أن العصب الشمي يتعرض لهجوم من الفيروس، أو يتأثر بالاستجابة المناعية للعدوى وفق دراسة حديثة.
لذلك قدمت دوو فرضيات عدة: يمكن أن يصاب الدماغ بالتهاب، ينتقل على سبيل المثال عن طريق القناة الشمية، أو يسببه الفيروس نفسه أو عن طريق رد فعل الجسم تجاهه.
لكن من الممكن أيضا أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس. ماذا لو كان فقدان حاسة الشم هو الذي أثر على الدماغ؟
قالت دوو “نعلم أن الفقد الدائم للشم (…) يؤدي إلى انخفاض في المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالشم”.
مع ذلك، فإن هذا التأثير قابل للعكس، فبحسب دوو “يمكننا أن نعتقد أنه مع عودة حاسة الشم، فإن هذه الإختلالات الدماغية ستصبح أقل وضوحا بمرور الوقت”.
آشكاين الأربعاء 9 مارس 2022
رغم أن كوفيد مرض تنفسي بالدرجة الأولى، لكنه قادر أيضا على إصابة الدماغ… فقد أكدت دراسات حديثة ما كان يشتبه به علماء منذ بداية الجائحة قبل عامين بشأن وجود تبعات عصبية لكوفيد-19 حتى في أشكاله الطفيفة.
وخلصت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر” إلى تسجيل “أثر ضار مرتبط بـSARS-Cov-2″، الفيروس الذي نشأ منه كوفيد، في أدمغة أشخاص بعد أشهر من إصابتهم.
ويرتدي هذا البحث أهمية لأنه يوفر أقوى دليل حتى الآن على أن كوفيد يمكن أن تكون له تبعات طويلة المدى على الدماغ، لا سيما “المادة الرمادية” التي تشمل الخلايا العصبية.
هذه الفكرة ليست جديدة، إذ ورد ذكرها تقريبا في بداية الجائحة أوائل عام 2020، عندما لاحظ أطباء كُـثر اضطرابات عصبية لدى مرضى كوفيد.
مُذاك، أجريت دراسات عدة في هذا الإتجاه. وقد أظهر بعضها أن نسبة الإضطرابات المعرفية كانت أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بكوفيد، فيما رصدت دراسات أخرى تشوهات في أدمغة المرضى.
مع ذلك، لا يمكن للفئة الأولى من الدراسات إثبات وجود آلية سببية مباشرة. أما الفئة الثانية من الدراسات فقد أجريت على عدد قليل من المرضى الذين يعانون بشكل عام أشكالا حادة من كوفيد. وفي بعض الحالات، شملت الدراسات حتى تشريحا لجثث مرضى متوفين.
غير أن نتائج الدراسة التي نشرت نتائجها الإثنين أتت أكثر حسما. فهي حللت عددا كبيرا نسبيا من الأشخاص (بالمئات)، وراقبت حالة دماغهم لرصد ما إذا كان تضرر جراء كوفيد أم لم يتاثر به.
عندما أصيبوا بكوفيد، لم ينقل معظم هؤلاء الأشخاص إلى المستشفى. لذلك، يعطي هذا البحث فكرة عن الآثار العصبية لمرض كوفيد بشكله الخفيف، وهو ما حصل لدى الغالبية العظمى من الناس.
أخيرا، في كل حالة جرى تحليلها، اعتمدت الدراسة معيارا مرجعيا يعود إلى ما قبل ظهور كوفيد. فقد خضع المرضى جميعا لتصوير دماغي قبل سنوات، كجزء من عملية أجرتها منظمة Biobank التي تجمع بيانات صحية منذ سنوات في المملكة المتحدة.
وفي النتائج، شهد مرضى كوفيد السابقون عموما تقلصا في أدمغتهم. في المعدل، ينتج عن الإصابة بالفيروس بعد أشهر عدة، فقدانا أو تلفا بنسبة 0,2% إلى 2% لأنسجة المخ أكثر مما يdلاحظ عند الأشخاص الأصحاء.
وقالت الباحثة الرئيسية المساهمة في الدراسة غواناييل دوو في عرض تقديمي على موقعها على الإنترنت “للحصول على فكرة عن حجم هذه التأثيرات، يمكننا مقارنتها بما يحدث أثناء الشيخوخة الطبيعية: نعلم أن الأشخاص يفقدون ما بين 0,2% و 0,3% من المادة الرمادية كل عام في المناطق المرتبطة بالذاكرة”.
لكن هل يثير ذلك الذعر من فيروس ينمو بشكل منهجي داخل الدماغ ويهاجم الخلايا العصبية بصورة نهائية؟ الجواب القطعي هو كلا، إذ إن الدراسة لا تجعل من الممكن استخلاص أي استنتاج، سواء على آليات هذه الإصابات الدماغية أو على طابعها النهائي.
سجل الباحثون ملاحظة مهمة لكن يمكن تفسيرها بطرق عدة، فقد لاحظوا أن مناطق الدماغ الأكثر تضررا بعد الإصابة بكوفيد هي تلك المتعلقة بإدراك الروائح.
ومن المعلوم أن فقدان الشم هو أحد أكثر أعراض كوفيد شيوعا . ويعود ذلك على الأرجح إلى أن العصب الشمي يتعرض لهجوم من الفيروس، أو يتأثر بالاستجابة المناعية للعدوى وفق دراسة حديثة.
لذلك قدمت دوو فرضيات عدة: يمكن أن يصاب الدماغ بالتهاب، ينتقل على سبيل المثال عن طريق القناة الشمية، أو يسببه الفيروس نفسه أو عن طريق رد فعل الجسم تجاهه.
لكن من الممكن أيضا أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس. ماذا لو كان فقدان حاسة الشم هو الذي أثر على الدماغ؟
قالت دوو “نعلم أن الفقد الدائم للشم (…) يؤدي إلى انخفاض في المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالشم”.
مع ذلك، فإن هذا التأثير قابل للعكس، فبحسب دوو “يمكننا أن نعتقد أنه مع عودة حاسة الشم، فإن هذه الإختلالات الدماغية ستصبح أقل وضوحا بمرور الوقت”.
Commentaires
Enregistrer un commentaire